التربية المقاصدية لحفظ الدين المستنبَطة من سيرة عمر بن الخطاب  وتطبيقاتها في المجتمع

     إن ارتباط التربية الإسلامية بمقاصد الشريعة الإسلامية يقصد به التربية المقاصدية، ومن أهم مقاصد الشريعة الضروريات الخمس وأولها وأهمها حفظ الدين، فبحفظ الدين يُحفظ كل شيء سواه، وخير نموذج لحفظ الدين بعد سيرة المصطفى ﷺ هي سيرة عمر بن الخطاب t، فقد تمسك بهذا الدين وأوصى مَن تحته، وربَّى رعيته على حفظه، فأصبحت سيرته t مرجع عظيم لكل مربي مسلم، يسعى إلى تربية النشء على الدين الصحيح. هدفت هذه الدراسة إلى تحديد الإطار المعرفي للتربية المقاصدية لحفظ الدين، وبيان التربية المقاصدية المستنبطة من سيرة عمر بن الخطاب t، واستنباط تطبيقاتها التربوية في الأسرة ووسائل الإعلام، وتكمن أهمية هذه الدراسة في بناء شخصية مسلمة واعية، وإبراز الفوائد التربوية من سيرة عمر t، وإثراء المكتبة الإسلامية بكتابات تربوية مقتبسة من نماذج إسلامية، واستفادة المربيين من تطبيقاتها التربوية.  وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي والمنهج الاستنباطي، وتضمنت هذه الدراسة خمسة فصول تنَاوَلَت في الأول الإطار المعرفي للتربية الإسلامية، واحتوى الفصل الثاني على نبذة من سيرة عمر بن الخطاب t،  وعرضت في الفصل الثالث حفظ الدين، واستعرضت في الفصل الرابع بعض مواقف التربية المقاصدية المتضمنة لحفظ الدين مستنبطة من سيرة عمر t من حيث الوجود والعدم، وتناولت التطبيقات التربوية لحفظ الدين في الأسرة ووسائل الإعلام في الفصل الخامس. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: أن مقاصد الشريعة أقوى معين للتربية الإسلامية، تمسك عمر t بالدين وتربية النشء عليه، إن أول ما يحفظ به الدين من جانب الوجود هو توحيد الله، ومن جانب العدم فيُحفَظ عن طريق اجتناب الشرك وأهله. وقد أوصت الباحثة المهتمين بالتربية على الاعتماد على سير الصحابة y في المناهج التربوية، والاهتمام بمقاصد الشريعة وربطها بالتربية، وتعليم النشء تعاليم الدين الإسلامي وتحفيظهم القرآن.