دور المناهج الصفية واللاصفية في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش ‏السلمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

    تعد المناهج الصفية واللاصفية رفدا لترسيخ وتعزيز الخبرات التعليمية وممارستها، وتعزيز اتجاهات الطلبة نحو التعلم، وتحقيق أهداف عديدة مرئية وغير مرئية، وتمكين الطلبة من امتلاك القيم الاجتماعية المختلفة. كما إن المناهج الصفية واللاصفية تحقق مبدأ المشاركة المجتمعية في التعليم، وتعمل على تحقيق المتعة والمزايا الشخصية والمجتمعية للمواد الدراسية، واكتساب الطلبة مهارات أساسية متنوعة. ويمكن للمناهج الصفية واللاصفية أن تساعد الطلبة على إدراك قيمة الانتماء الوطني وقيمة التعايش السلمي عبر ترسيخ مبادئ الفهم والوضوح والسلم والتسامح والتكامل والتآخي في المجتمع. والدراسة الحالية تستهدف تبيان دور المناهج الصفية واللاصفية في تعزيز قيم الانتماء والتعايش السلمي، ورصد متطلبات ذلك في المنظور المعاصر، وإبراز أهم هذه القيم والمهارات، ومناقشة دور المؤسسات التعليمية في تأصيل هذه القيم، ومن ثم اقتراح مصفوفة أولية للمدى والتتابع للمناهج الصفية واللاصفية التي يمكن من خلالها تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي. وتم تطبيق المنهج الاستدلالي والتأملي في هذه الدراسة. واتضح من نتائج الدراسة أن كلا من الانتماء الوطني والتعايش السلمي يتجاوزان المفاهيم التقليدية إلى مفاهيم وغايات كبرى تتعلق ببناء انساق اجتماعية متماسكة تعتمد عليها عمليات الاستقرار الاجتماعي والتمكن والتنمية المستدامة بشكل مستمر وثابت ومتطور تعززه النصوص الشرعية، والأصول التربوية  والمبادئ السياسية في المجتمع، ويمكن قياس أثره بالطرق العلمية المناسبة، واتضح من نتائج الدراسة أن هناك ما يزيد عن خمسين قيمة ترتبط بتحقيق الانتماء الوطني والتعايش السلمي يمكن تبنيها في المناهج الصفية واللاصفية والأنشطة التي تغذيها في عدد من المحاور الأساسية هي (المناشط السياسية، والمناشط الثقافية والدينية، والمناشط في الاقتصاد وتنمية المجتمع، المناشط في الرياضة والشباب والفنون والترفيه). كما تغطي المهارات المستهدفة كلا من المهارات الاجتماعية والمهارات المعرفية، والمهارات العاطفية. ومن أهم نتائج الدراسة فيما يتعلق بدور المؤسسات التعليمية في ذلك ضرورة قيام هذه المؤسسات بغرس التجانس الثقافي، وإعادة بناء الشخصية الوطنية، والمراجعة العلمية لطرائق تشكيل الذهنية الإنسانية، وتحسين السلوك الاجتماعي (الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية. العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، التعامل الحذر مع مشكلة الازدواجية، غرس القناعة لدى الطلبة بتعديل العديد من المفاهيم التقليدية الراسخة إلى فهم أوسع وأدق لها، وتعميق النظرة نحو الإيجابيات مقابل السلبيات، واكتساب مهارات التواصل البناء وتسوية الأمور العالقة مع الذات ومع الآخر ونبذ التشخيص والشخصنة، وإدراك المقصود بالخصوصية الثقافية، وفهم النصوص الشرعية في القرآن والسنة وفقه السلف الصالح في جوانب الانتماء والتعايش. وتضمنت الدراسة التوصية بحسن القيام عبر المؤسسات التربوية والمجتمعية بالدور اللازم لحماية قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي وترسيخها وتعزيزها لدى كافة الأطراف والأطياف في العمل التربوي.