اثر الاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية على أداء الطلاب في المدارس الابتدائية: ‏دراسة حالة في المدارس الابتدائية ‏

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

كلية العلوم التربوية - جامعة القدس- القدس- فلسطين

المستخلص

      هدف هذا البحث النوعي إلى استكشاف أثر الاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية على الأداء الأكاديمي والسلوكي لطلاب المرحلة الابتدائية، من خلال تطبيق منهج دراسة الحالة على بيئة مدرسية محددة. جاء اختيار هذا الموضوع استجابةً لتزايد التحديات النفسية والسلوكية التي يواجهها الأطفال في سن مبكرة، وتأثيرها المباشر على قدرتهم على التعلم والتفاعل داخل الصفوف الدراسية. تم جمع البيانات باستخدام أدوات نوعية شملت المقابلات شبه المنظمة مع عدد من المعلمات، بالإضافة إلى الملاحظات الصفية المباشرة لتوثيق سلوكيات الطلاب وتفاعلهم في البيئة الصفية. أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة إيجابية واضحة بين توافر بيئة مدرسية داعمة نفسيًا وعاطفيًا وبين تحسّن أداء الطلاب على المستويين الأكاديمي والسلوكي. فقد لوحظ ارتفاع في معدلات التركيز والانتباه لدى الطلاب، إلى جانب زيادة الدافعية للتعلم والمشاركة الصفية، وانخفاض في السلوكيات السلبية مثل العدوانية، التشتت، والانطواء. كما بيّنت النتائج أن العلاقة الإيجابية بين الطالب والمعلم، والشعور بالأمان العاطفي داخل المدرسة، يشكلان عاملين حاسمين في تعزيز التفاعل الإيجابي والتحصيل الدراسي. بناءً على هذه النتائج، يوصي البحث بضرورة دمج برامج الصحة النفسية والعاطفية في النظام التعليمي، وتدريب المعلمين على أساليب الإرشاد والدعم النفسي، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل توعوية للطلاب حول أساليب التعبير العاطفي والتعامل مع التوتر. كما يُوصى بتزويد المكتبات المدرسية بمواد تربوية متخصصة في الصحة النفسية والذكاء العاطفي، لضمان بناء بيئة تعليمية شاملة تُراعي احتياجات الطالب النفسية إلى جانب تطوره الأكاديمي.