مســتوى القلق المناخي لدى طلبة جامعة القدس في ضوء بعض المتغيرات

         هدفت هذه الدراسة إلى قياس مستوى القلق المناخي لدى طلبة جامعة القدس، بالإضافة إلى الكشف عن وجود فروق في هذا القلق تُعزى لمتغيرات الجنس، التخصص الأكاديمي، ومكان السكن. وقد شملت عينة الدراسة 390 طالبًا وطالبة من مختلف التخصصات والمناطق السكنية.أظهرت نتائج الدراسة أن متوسط مستوى القلق المناخي لدى الطلبة بلغ 3.1449 (على مقياس ليكرت 1–5)، مع انحراف معياري قدره 0.60594، مما يُصنّف مستوى القلق ضمن الفئة المتوسطة بنسبة 62.8%. يعكس هذا المستوى وجود وعي بيئي معتدل بين الطلبة، يُعبّر عن إدراكهم للتهديدات المناخية دون أن يصل إلى حد القلق الشديد أو الذعر. أما فيما يتعلق بالفروق في مستوى القلق المناخي بين الطلبة حسب الجنس، فقد أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (t = -0.458، p = 0.647)، حيث كان المتوسط الحسابي للذكور 3.1294 وللإناث 3.1577، مما يشير إلى تشابه في درجة القلق بين الجنسين. وبالنسبة للتخصص الأكاديمي، لم تُظهر النتائج فروقًا ذات دلالة إحصائية أيضًا (t = 0.729، p = 0.466)، حيث سجل طلبة الكليات العلمية متوسطًا قدره 3.1640 مقابل 3.1187 لدى طلبة الكليات الأدبية. كما لم يُظهر متغير مكان السكن (مدينة، قرية، مخيم) فروقًا معنوية في مستوى القلق المناخي (F = 0.58، p = 0.944)، رغم وجود فروق ظاهرية طفيفة في المتوسطات. يفسّر الباحث هذه النتائج بأن القلق المناخي يشكل حالة نفسية وجماعية مشتركة بين الطلبة، تتجاوز الفروق الديموغرافية التقليدية. ويُعزى هذا إلى تعرض الطلبة لمصادر معلومات بيئية متشابهة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى توحيد التجربة الجامعية والسياق الفلسطيني الذي يعاني من تحديات بيئية وسياسية واقتصادية متراكمة. ومن هنا، يبدو القلق المناخي ظاهرة شاملة، تعكس إدراكًا واسع النطاق لأزمة بيئية تؤثر على الجميع بشكل متساوٍ، بغض النظر عن الجنس، التخصص، أو مكان السكن.