التأصيل التربوي للفرح في الإسلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بمرحلة الدكتوراه بقسم التربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

المستخلص

تناولت الدراسة التأصيل التربوي لمفهوم الفرح في الإسلام، بهدف معالجة الإفراط والتفريط في التعبير عن هذا الشعور الفطري. وسعت الدراسة إلى توضيح مفهوم الفرح ومشروعيته وأهميته في التربية الإسلامية، والكشف عن أقسامه ومظاهره وضوابطه، وإبراز أبعاده التربوية وأثره على الفرد والمجتمع. وقد اعتمد البحث على استقراء نصوص الكتاب والسنة وأقوال العلماء لتأسيس إطار تربوي إسلامي منظم للفرح. وتوصلت الدراسة إلى أن الإسلام يقر الفرح ويهذبه، ويقسمه إلى نوعين رئيسيين: فرح مشروع محمود، وفرح ممنوع مذموم. الفرح المشروع هو المرتبط بطاعة الله ونعمه المباحة، وله ضوابط أهمها الشكر وعدم الإسراف وتجنب المخالفات الشرعية. أما الفرح الممنوع فهو المرتبط بالمعصية والكبر والبطر. وأظهرت النتائج أن للفرح المشروع أبعادًا تربوية إيجابية متعددة؛ فهو يعزز الجانب الإيماني والأخلاقي والسلوكي لدى الفرد، ويسهم في صحته النفسية والبدنية. وعلى المستوى الاجتماعي، يعمل الفرح على تقوية الروابط المجتمعية، وتعزيز التكافل، وبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات. ويؤكد البحث على شمولية المنهج الإسلامي في الاهتمام بكافة جوانب النفس الإنسانية لتحقيق السعادة في الدارين.