الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي وعلاقتهما بالسلوك العدواني لدى لمراهقين في ‏مدينة أبها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

أستاذ علم النفس الإكلينيكي كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة الملك ‏عبد العزيز

المستخلص

          هدفت الدراسة الحالية إلى بحث العلاقة بين الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي والسلوك العدواني لدى المراهقين في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال توظيف المنهج الوصفي الارتباطي لتحليل هذه العلاقة. اعتمدت الدراسة على مجموعة من الأدوات المقننة، شملت مقياس سكوت للذكاء الانفعالي (Shutte, 1998) الذي طوّرته الشبول (2017)، ومقياس التنظيم الانفعالي لقرمان (2016)، ومقياس السلوك العدواني الذي أعدّته أمال باظه وقامت بتقنينه ابريعم (2017). تكونت عينة الدراسة من (500) مراهق ومراهقة تراوحت أعمارهم بين (12-18) عامًا، موزعين بالتساوي بين الذكور والإناث (250 طالبًا و250 طالبة) من المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدارس مدينة أبها. وأظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01) بين السلوك العدواني وكل من الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي، مما يشير إلى أن ارتفاع مستوى الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي يسهم في خفض السلوك العدواني. كما كشفت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائيًا بين مرتفعي ومنخفضي السلوك العدواني في اتجاه ذوي المستويات المنخفضة من العدوانية؛ حيث أظهروا مستويات أعلى من الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي. في المقابل، لم تُظهر الدراسة فروقًا دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في المتغيرات الثلاثة المدروسة، مما يعكس تجانسًا نسبيًا في أنماط التفاعل الانفعالي بين الجنسين في هذه الفئة العمرية. كما أشارت نتائج تحليل الانحدار إلى إمكانية التنبؤ بمستوى السلوك العدواني استنادًا إلى مستوى الذكاء الانفعالي والتنظيم الانفعالي؛ فكلما زادت قدرة المراهقين على إدراك مشاعرهم وإدارتها بفعالية، وانخفضت مستويات الصعوبة في تنظيم الانفعالات، تراجعت لديهم النزعات العدوانية. تقدم هذه النتائج دعمًا نظريًا لمفهوم الذكاء والتنظيم الانفعالي كعوامل وقائية ضد العدوان، مما يفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات تدخلية تسهم في تعزيز المهارات الانفعالية لدى المراهقين للحد من السلوكيات العدوانية.